moussa salim مدير المنتدى
العمر : 42 تاريخ التسجيل : 13/02/2009 المساهمات : 202 الموقع : الجـزائـر نقاط : 473
| موضوع: الزيارة الإثنين 30 نوفمبر 2009, 01:09 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
الزيــارة لقد كانت سنة التزاور فاعلة في المجتمع الإسلامي ، وقد كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين يحرصون عليها ويضربون لها بطون الإبل والمسافات الطويلة ، وما عهد الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه منّا ببعيد. وقد هان عليهم ما وجدوا من مشقة السفر ، غير أنه اليوم في عصر التطور والتكنولوجيا أصبحت المسافات لا عبرة لها أمام الهاتف والانترنت، وبحركة واحدة على الهاتف يمكن الاتصال بأي شخص وفي أي مكان .
ولكن هل التواصل عبر الهاتف والانترنت يغني ويَحِلُّ مَحَلَّ الزيارة المباشرة ؟؟
إن الزيارة هي في حد ذاتها مدرسة فكرية وروحية ،ومنها نتعلم الكثير من الأشياء؛ كالعلم والتربية والأخلاق ... ونحن هنا لم نجتمع لتحصيل مطالب الدنيا ، ولكننا نجتمع ونتزاور في الله وطاعة لله عز وجل ورسوله ، لأننا لو اقتصرنا على المناسبات كالأعياد للتواصل ولصلة الرحم فلربما سيظهر جيل لا يفكر إلا في نفسه ، وسينعدم التكافل..إذا لابد من الصحبة الصالحة لتحقيق معاني الزيارة،وهذا كما اجتمع الصحابة رضوان الله عليهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا النموذج الحي والمثالي ، وقد مدحهم الله عز وجل في كتابه فقال: ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) (الفتح:29)
وقد دلنا عز وجل إلى مفتاح من مفاتيح التزاور حيث قال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) (التوبة: 119) ففي هذه الآية لم يقل لنا (كونوا صادقين) أو ( كونوا من الصادقين) لأنه يصعب جدا ويستعصي على جميـع الناس أن يكونوا كـذلك ، فدلنا سبحانه وتعالى على المفتاح وهو المعية والصحبة الصالحة لأن الصحبة الصالحة مفتاحٌ لكل خير. أما تلك الصحبة المبنية على المصالح الدنيوية فإنها لا تدوم طويلا وهي مثل الزجاج إذا انكسر فلا يمكن إصلاحه ، في حين أنّ صحبة الأخيار والصالحين مثل الذهب صعبٌ كسره وينجبر بسهولة ، وكثيرًا ما كان المشايخ والصالحون يحذرون من أولئك الذين يدّعون التدين فقد قال الإمام أبو حامد الغزالي: ((..لاَ يَغُرَّنَّكَ مِنَ الفَتَى ثَوْبًا عَلَيْهِ رَقَّعَهُ ، وَلاَ قَمِيصًا مِنْ أَعْلَى نِصْفِ السَّاقِ مِنْهُ رَفَعَهُ ، وَلاَ دِينَارًا عَلَى جَبِينِهِ مِنْهُ وَضَعَهُ ، وَلَكِنْ أَرِهِ الدِّرْهَمَ تَعْرِفْ زُهْدَهُ وَوَرَعَهُ )).
والشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه لم يأل جهدا في نصح أصحابه ومريديه ، حيث كان رضي الله عنه يقول: (الخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ السُّنُّةِ وَالشَّرُّ كُلُّهُ فِي مُخَالَفَتِهَا) كما كان يوصي دوما بتطييب المأكل واختيار الجليس الصالح فقال: ( أَصْلُ كُلُّ شَيْءٍ الخُلْطَة وَاللُّقْمَة، كُلْ مَا شِئْتَ فَمِثْلَهُ تَعْمَلْ،وْخَالِطْ مَنْ شِئْتَ فَمِثْلَهُ تَفْعَلَ).
إختر لنفسك الذي أطاع** إن الطباع تسرق الطباع
ومثل هذه الزيارة التي نحن فيها الآن تجسد وصية النبي صلى الله عليه وسلم ووصية الشيخ رضي الله عنه بالتواصل والتزاور. ولكن ما هي ثمرات الزيارة؟ للزيارة ثمرات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- تحقيق الاجتماع والوحدة والتآلف. 2- تشجيع عزيمة المريدين برؤيتهم لشيخهم والأحباب. 3- إعادة الترتيب وتنظيم الصف من خلال توجيه الشيخ إلى بعض الأمور المستجدة. 4- تجديد الإيمان لما ورد في الأثر أنه صلى الله عليه وسلم قال:إن الإيمان ليبلى مثلما يبلى الثوب،فجددوا إيمانكم بالتلاقي. 5- التعرف على أحوال المسلمين والأحباب في المناطق المختلفة من الوطن. 6- استحقاق محبة الله عز وجل لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: " وجبت محبتي للمتحابين فيّ،والمتجالسين فيّ،والمتزاورين فيّ،والمتباذلين فيّ(أخرجه مالك وأحمد) 7- تبوء منزلٍ من الجنة لقوله عليه الصلاة والسلام:من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا (رواه الترمذي). - كثر خير الشيخ -
| |
|