الشيخ سيدي محمد الحبيب التجاني الحجيري رضي الله عنه

التعريف بمؤسس الزاوية رضي الله عنه: هو الشيخ سيدي محمد الحبيب نجل الخليفة سيدي الحاج علي التماسيني الخليفة الأعظم للشيخ سيدي أحمد التجاني دفين تماسين قدس الله روحه وطيب الله ثراه ورضي عنه وعن الجميع.وأم سيدي محمد الحبيب "آمة" وتُدعى: لالاه حيتامة.
ولد رضي الله عنه بتماسين ولاية ورقلة سنة 1239 هـ الموافق لـ 1823 م،وهو الابن السابع لسيدي الحاج على التماسيني رضي الله عنه،وقد نشأ رضي الله عنه في كنف والداه وفي أحضان أسرته الشريفة،محترما باحترامها متربيا على جميع خصال الخير وشمائل البر ومحاسن الأخلاق وما إلى ذلك من مناقب الفضلاء ومكارم الطيبين.
وقد تزوج رضي الله عنه من السيدة الشريفة "حفصة" بنت سيدي محمد الحبيب ابن سيدي أحمد التجاني شيخ الطريقة التيجانية رضي الله عنه.
سيرته والحديث عن شيمه رضي الله عنه: عرف عنه أنه كان شريفا عفيفا طيبا متواضعا محبوبا عند الجميع،اشتهر بحفظ القرآن الكريم،عن ظهر قلب،وكان من كثرة تلاوته إياه إذا دخل الخلاء لقضاء الحاجة يجعل ثيابه في فمه خشية أن ينطق بالقرآن الكريم.ويروى أنه كان من مقر بلدية تماسين الحالية إلى مقر الزاوية يتم ختم القرآن الكريم كله،وكان يحفظ متن العلامة سيدي خليل عن ظهر قلب،ولم يُسمع عن أحد في زمانه من ناحية الواحات يحفظه كحفظه رضي الله عنه،وكذلك عن الشيخ سيدي حمه أنه أي سيدي محمد الحبيب كان محبوبا من طرف والده حبا خاصا،فكان عندما يراسله يكتب له في صدر الرسالة بعد البسملة والصلاة على خير الأنام :" ابننا محمد الحبيب أحبك الله عز وجل ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وشيخك أحمد التجاني وأبوك الحاج علي..".كما عرف رضي الله عنه بالكرم الجم والرحمة بالضعفاء وإعانة ذوي الحاجات ومحبة المؤمنين والنصيحة لهم في أمور دينهم ودنياهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين وما إلى ذلك..
التعريف بأولاده رضي الله عنهم وخلفائه منهم:
.. يتبع ..

(1) سيدي محمد الحبيب وافته المنية بمكة المكرمة بعد أداء فريضة الحج

وقد انتقل سيدي محمد الحبيب نجل الإمام التماسيني رضي الله عنهما إلى الرفيق الأعلى سنة 1280هـ-1864 م ببلدية الحجيرة عن عمر يناهز 41 سنة. وبعد انتقاله رضي الله عنه خلفه في أمور الزاوية ابنه سيدي الشريف وأبناؤه رضي الله عنهم واحدا تلو الآخر وهنا نذكر أسماء خلفائه مع تاريخ سنة تولي الخلافة وتاريخ الانتقال إلى الرفيق الأعلى وفق هذا الجدول :

مرافق زاوية الحجيرة:
تحوي الزاوية التجانية بالحجيرة مرافق عدة منها القديم والحديث،فمما بني في عهد مؤسسها سيدي محمد الحبيب رضي الله عنه: المقعد أو قاعة الصلاة القديمة مع فناء المصلى واللذين هما موقع تعليم القرآن إلى الآن.ثم قبة الضريح بعد رحيل الشيخ سيدي محمد الحبيب رضي الله عنه بجوارهما في أعلى الزاوية.وهناك كهف نحت قديما ليسكنه عمال الزاوية.
أما حديثا فهناك المصلى الجديد وغرفتين واحدة لاستقبال الضيوف والأخرى لعابري السبيل،وأمامهما فناء رحب وبجوارهما دورة مياه،يحيط بهذه المرافق صور بني حديثا.

من أعمال الزاوية على مدار السنة:

01- تعليم القرآن الكريم
2- إيواء الغرباء والمساكين وإطعام النزلاء أياً كانوا وفي أي وقت نزلوا
3-تنظيم المحاضرات والدروس الفقهية والاجتماعية.
وهنا يجدر التنويه بالدور الريادي الذي قام به سيدي محمد الحبيب الثاني وكذلك إخوته والذي كان بدوره من الفقهاء والعلماء حيث كانت الدروس سائر الأيام بالزاوية،بالإضافة إلى خطبه الرنانة والتي ينتظرها الجميع ف المسجد العتيق بالحجيرة حيث كان إماما لمدة من الزمن،وكانت خطبه تعالج المسائل والمشاكل المطروحة عند أهل البلدة ،وكذلك الدروس،كما كانت الزاوية تشهد اجتهادا كبيرا في تحفيظ القرآن الكريم حيث يذكر بأن عدد المحاضر أي كتاتيب تعليم الصبيان يصل إلى ثلاث محاضر في الزاوية،ومع مرور الزمن أصبح التدريس والقراءة بها ما عدا في فصل الصيف إلى غاية حلول هذا العام 2005 م 1426 هـ حيث المدرسة القرآنية بها من جديد وهي ترحب بكل طالب يريد حفظ القرآن الكريم من دون أي قيد أو شرط قريبا كان أو بعيدا فالزاوية تتكفل بكل شؤونه ولله الحمد
4- الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: حيث تَظهر فيه على الجميع مشاعر الغبطة والفرح والسرور،وتكثر فيه الصدقات والتوسيع على العيال والزيارات المتبادلة وتنشر فيه روح التسامح والأخوة، وترى الجميع في أيام المولد يحتفل بطريقته الخاصة، ومن الأعمال المشهورة في تلك الأيام بزاوية الحجيرة هي تلك المدائح التي يسمع صداها القريب والبعيد كقصيدتي البردة والهمزية للإمام البوصيري وغيرها من القصائد (مثل القصيدة الوترية في مدح خير البرية للشيخ:مجد الدين محمد بن أبي بكر بن رشيد البغدادي )،هذا عن الأيام الأولى،أما في الليلة الثانية عشر منه فالاحتفال بها يكون خاصا؛إذْ يبدأ اجتماع الناس له من بعد العصر وعند ذلك ينطلق كوكب المادحين متبوعا بجمع غفير من الناس يسيرون على الأقدام وهم يرددون تلك القصائد الحماسية الممتلئة بمعاني الفرح
بالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ،وعند إتمام دورة حول الزاوية يصعد الجميع إلى ضريح سيدي محمد الحبيب رضي الله عنه وعندها يفتتح القرّاء سورة " يسن " وشيخ الزاوية يضع الحناء في أيد الأطفال الذين سيختنون في اليوم الموالي وهذا من الأجل البركة،ثم يخرج الجميع إلى صلاة المغرب وعند ذلك توزع المصاحف على القرّاء فيختمون ختمة أو ختمتين أو ما شاء الله، وبعد صلاة العشاء يجتمع الناس على مأدوبة العشاء والتي يكون أهل الزاوية قد باشروا تحضيرها من ظهر ذلك اليوم، دون أن ننسى فضل (أولاد مهدي) في تقديم الخدمات للزاوية في جميع المناسبات سعيا على خطى جدهم سيدي مهدي رحمه الله ورضي عنه،بالإضافة إلى عرش سعيد أولاد عمر والتي لم تكن زاوية الحجيرة سوى لتسعد بهم ويسعدوا بها، وبعد تناول مأدوبة العشاء يستمر الحفل إلى ساعات متأخرة من الليل وعند الفجر وبعد الصلاة والوظيفة يتناول الزوار طعام الإفطار وبعدها يكون جمع من الناس يستمعون لشيخ الزاوية وهو يسرد قصة المولد النبوي،وتكون طائفة أخرى في نفس الوقت تقوم بتختين الصبيان، تصحب تلك العملية أصوات المادحين بقصائدهم وأهازيجهم،والكل في غبطة وسرور،وبعد ذلك تجتمع كلتا المجموعتين ويختم الاحتفال بفاتحة أي دعاء عام من شيخ الزاوية يدعو فيه للمسلمين عامة ولأهل الوطن الجزائري والتجانيين خاصة،ثمّ يفترق الجميع سائلين الله إعادته عليهم العام المقبل بكل خير وعافية وأمان.
5- كما تنظم الزاوية التجانية بالحجيرة زيارة في آخر شهور الصيف إلى مقر الخلافة العامة"عين ماضي" وزيارة أخرى في آخر شهور الربيع إلى الزاوية التماسينية.
كذلك هناك زيارة سنوية من نوع خاص لزاوية الحجيرة وهي مَقْدِم الخليفة العام للطريقة التيجانية رضي الله عنهوالتي لها طابع خاص،كما تتشرف زاوية الحجيرة كذلك دائما بمقدم خلفاء الزاوية التماسينية إذ منذ نشأتها وشيوخ القطر التماسيني رضي الله عنهم يقصدون زيارتها على مرّ السنين،وأخيرا كانت زيارة الخليفة الحالي الشيخ سيدي محمد العيد التماسيني رضي الله عنه وذلك يوم 19 ماي 2005 مع وفد كبير يضم مجموعة من أبناء سيدي الحاج على التماسيني ومجموعة كبيرة من المقاديم والأحباب من تماسين ووادي سوف وتقرت وغيرها،حيث وجدوا من أبناء الزاوية وأهالي الحجيرة أحر الاستقبال والفرحة بهم في ذلك اليوم المشهود،حيث ألقيت كلمات ترحيبية بالشيخ والوفد المرافق له وألقيت كذلك كلمات وأشعار مرحبة ومبايعة له رضي الله عنه،كما أن الشيخ ألقى بدوره كلمة موجهة للشباب ناصحة لهم في كل الأحوال والمجالات ثم بعد إعطاء الفاتحة من الشيخ وتناول وجبة الغداء أسدل الستار على زيارة كانت تاريخية ومشهودة على أمل أن تعاد في المستقبل إن شاء الله والجميع بخير وسلام.

وفي أخير أرجو أن أكون قد وفقت في طرحي لهذا الموضوع، ويمكنكم تحميل الموضوع على شكل وورد من خلال هذا الرابط
اضغط هنا للتحميل