moussa salim مدير المنتدى
العمر : 42 تاريخ التسجيل : 13/02/2009 المساهمات : 202 الموقع : الجـزائـر نقاط : 473
| موضوع: الفهم السليم لمعنى (مَنْ سَنَّ..) السبت 12 سبتمبر 2009, 00:31 | |
| بسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلىصراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقدارهالعظيمالنقطة الأولى:نحن نحتاج أن نفهم جيدا حيث النبي صلى الله عليه وسلم (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) ( رواه مسلم) وقد وجدت هذه المشاركة حول هذا الموضوع فأوردتها كما هي :
هناك حديث مهم جدا يحل هذا الإشكال، بل إن فعل الكثير من التابعيين يوضح أن هناك في ديننا بدعة حسنة. فحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" – فأولا معنى كلمة " سن " قالابن منظورفي اللسان ( 13/220 )، بعد أن ذكر حديث " من سن في الإسلام ... " ( وكل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قيل هو الذي سَنَّه،قال نُصَيْبٌ: كأَني سَنَنتُ الحُبَّ أَوَّلَ عاشِقٍ * * * من الناسِ إِذ أَحْبَبْتُ من بَيْنِهم وَحْدِيأي أن كلمة " سن " المذكورة في الحديث بمعنى ابتدأ عملا على غير مثال سابق، لأنه قال ( ابتدأ عملا عمل به قوم بعده ) فهذا معنى كلمة " سن " من اللسان، ولم أجد لهذا الفعلمعنى آخر يصلح لسياق الجملة إلا هذا المعنى ... فإن وجدتم معنى آخر لهذاالفعل يكون مناسبا لسياق الجملة، فأخبرونا به. ولكم الأجر والمثوبة...فأما في الشرع، أو بمعنى أدق في السنة النبوية، فلنا حديثان كلاهما يوضح بشكل دقيق معنى كلمة " سن " فأماالأول فهو في صحيح البخاري" لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل "فالكلمة واضحة أن معناها أنه أول من بدأ القتل.وقد ساق البخاري هذا الحديث في باب " إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة (الثاني)وفي الموطأ - رواية الإمام محمد بن الحسن [ جزء 1 - صفحة 165 ] " قال الحازمي في كتاب " الناسخ والمنسوخ " أخبرنا محمد بن عمر بن أحمدالحافظ أنا الحسن بن أحمد القاري أنا أبو نعيم نا سليمان بن أحمد نا أبوزرعة نا يحيى بن صالح نا فليح عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: كنا نأتي الصلاة أو يجيء رجل وقدسبق بشيء من الصلاة أشار إليه الذي يليه: قد سبقت بكذا وكذا فيقضي قال: فكنا بين راكع وساجد وقائم وقاعد فجئت يوما وقد سبقت ببعض الصلاة وأشيرإلي بالذي سبقت به فقلت: لا أجده على حال إلا كنت عليها فلما فرغ رسولالله صلى الله عليه وسلم قمت وصليت فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى الناس وقال: من القائل كذا وكذا قالوا: معاذ بن جبل فقال: قد سن لكممعاذ فاقتدوا به إذا جاء أحدكم وقد سبق بشيء من الصلاة فليصل مع الإمامبصلاته فإذا فرغ الإمام فليقض ما سبقه به " والحديث في سنن أبي داود ( 1/193 )، وصححه الألباني... ومقام احتجاجي في الحديث هو في كلمة " سن " وهي واضحة في أن سيدنا معاذارضي الله عنه قام بفعل لم يكن معمولا به قبله، وأقره عليه الرسول صلى اللهعليه وسلم قائلا " قد سن " إذن فمن الحديثين السابقين يتضح أن فعل " سن " معناه " بدأ أمرا على غير مثال سابق "، وهو مطابق لما جاء في اللسان.إذن يتضح من معنى الحديث أن من بدأ أمرا جديدا حسنا فعله الناس بعده فله أجره وأجر من عمل به.وفي مسند أحمد بن حنبل [ جزء 5 - صفحة 387 " قال النبي صلى الله عليه وسلم من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومن أجورمن يتبعه غير منتقص من أجورهم شيئا ومن سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومنأوزار من يتبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا " وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره وهذا إسناد حسنفمن الجمع بين هذا الحديث والحديث الأول .. فالسنة الحسنة = عمل الخير، والسنة السيئة = عمل الشرومعناه واضح في أنه ليس كل أمر محدث يعد بدعة ضلالة، وإنما هناك من المحدثات ما يعد سنة حسنة أو بدعة حسنة. -- وقد حاول البعض رد دلالة هذا الحديث بقولهم أن معنى " من سن سنة حسنة " هو " من أحيا سنة "... اعتمادا على سياق الحديث...وهذا الكلام مردود من وجهين : أولهما:أن فيه ردا لظاهر الحديث بغير برهانظاهر، إذ كيف يستقيم في العقل أو في اللسان العربي أن يكون معنى " من سنسنة حسنة " هو " من أحيا سنة " ومما يرد هذا التوجيه لمعنى الحديث أيضا، حديثه صلى الله عليه وسلم في مسند الإمام أحمد ، جزء 4 - صفحة 362 " لا يسن عبد سنة صالحة يعمل بها من بعده إلا كان له مثل أجر من عمل بهالا ينقص من أجورهم شيء ولا يسن عبد سنة سوء يعمل بها من بعده إلا كان عليهوزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيء "فهذه الرواية واضحة في أن السنة المذكورة في الحديث هي السنة التي يحدثها العبد، وليست السنة التي يحييها. وثانيهما:أننا لو حملنا قوله صلى الله عليهوسلم " من سن سنة حسنة " على أنه من أحيا سنة حسنة " فإنه على نفس القياسيكون قوله " من سن سنة سيئة " هو " من أحيا سنة سيئة " ... وهذا المعنىفاسد بالطبع، ويثبت معه فساد ذلك التوجيه. ولذا فمما سبق، فإن قولنا هو أن حديث " كل بدعة ضلالة " ليس على العمومالمطلق، وإنما هو عام مخصوص، ودليل تخصيصه هو حديثه صلى الله عليه وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة ... " انتهى وهذا رابط الموضوع الأصلي http://www.ikhwan.net/vb/showpost.php?p=648280&postcount=55 وهنا أقول: إذا كان معنى(من سنَّ في الإسلام سنة حسنة) هو ( أحيا) فما معنى (سنَّ في الإسلام سنة سيئة)؟المعنى حسب رأي هؤلاء هو أنه توجد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم سنة سيئة لا ينبغي علينا إحياؤها.فهلهذا يتطابق مع الشرع أو العقل؟ أبدا، وعليه فإن المعنى المناسب لـ (سن)والمتوافق مع اللغة العربية التي بُعث بها النبي صلىالله عليه وسلمهي ما أشرنا إليه ( المبادرة والابتداء). وسؤالي لأولئك الذين يقولون بأن معنى (سنَّ هو أحيا): - إذا كان معنى سنَّ هو أحيا ، فمتى كانت السنة ميتة حتى تحتاج إلى من يحييها ؟ - تخيلوا معي كيف أن السنة ماتت في زمن النبي صلىالله عليه وسلم، وهو لا يزال على قيد الحياة، وهو لا يزال يكافح ويجاهد فيترسيخ الدين ، فجاء أحد الصحابة فأحياها!! ومن الذي أماتها أو تركها تموت؟ النبي صلى الله عليه وسلم؟ معاذ الله. الصحابة رضوان الله عليهم؟ معاذ الله، سبحانك هذا بهتان عظيم!! لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتبعون ويقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء، شبرا بشبر وذراعا بذراع، فكيف يجوز أن نتهمهم بالتقصير في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. - وهناك مسألة يجب أن نفهمها جيدا وهو قوله صلى الله عليه وسلم(فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده) فإنها توحي أن الشخص له مزية خاصة من حيث أنه أول من ابتدأ وبادر بالعمل - ولنرى أقوال العلماء في شرحهم لهذا الحديث وحديث (كل بدعة ضلالة) وهذا نقلا من كتاب (إتقان الصنعة فيتحقيق معنى البدعة) للشيخ عبد الله بن الصديق الغماري الحسيني: 01- وقال ابن الأثير في النهاية: البدعة بدعتان: بدعة هدى، وبدعة ضلال فما كان في خلاف ما أمر الله بهورسولهصلى الله عليه وسلم، فهو في حيز الذم والإنكار،وما كان واقعا تحت عموم ماندب الله إليه، وحض عليه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو في حيزالمدح. وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء، وفعل المعروف،فهو في الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به،لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثوابا، فقال: "من سن سنةحسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها" وقال في ضده: "ومن سن سنة سيئة كانعليه وزرها ووزر من عمل بها" وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به، أورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن هذا النوع قول عمر رضي الله عنه: "نعمتالبدعة هذه"؛ لما كانت من أفعال الخير، وداخلة في حيز المدح، سماها بدعةومدحها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنها لهم، وإنما صلاَها ليالي ثمتركها، ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس لها. ولا كانت في زمن أبي بكر،وإنما عمر جمع الناس عليها وندبها إليها، فبهذا سماها بدعة، وهي علىالحقيقة سنة. لقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاءالراشدين من بعدي" وقوله: "اقتدوا [بالذين] من بعدي أبي بكر وعمر" وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر: "كل محدثة بدعة".إنما يريد: ما خلف أصول الشريعة ولم يوافق السنة اهـ. 02- قال النووي: قوله صلىالله عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة" هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع،قال أهل اللغة: هي كل شيء عمل غير مثال سابق. قال العلماء البدعة خمسة أقسام واجبة ومندوبة ومحرّمة ومكروهة.. (ثم ذكر أمثلة عن الأمور عن هذه الأقسام) .وقال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: البدعة بكسر الباء، في الشرع، هي إحداث ما لم يكنفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة.ويقول أيضا في شرحه لحديث من سن سنة حسنة..( قال النووي: فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسناتوالتحذير من الأباطيل والمستقبحات. وفي هذا الحديث تخصيص لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وأن المراد به المحدثات الباطلةوالبدع المذمومة اهـ. 03- قال الحافظ بن رجب في شرحه( أي حديث: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) "والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا، وإن كان بدعة لغة" اهـ. 04- قال الحافظ بن حجر والمحدثات بفتح الدال جمع محدثه، والمراد بها ما أحدث وما ليس له أصل في الشرع، ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع، فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة ،بخلاف اللغة،فإن كل شيء أحدث على غير مثال،يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما.اهـ وفي موضع آخر من فتح الباري يقول(والمراد بقوله: "كل بدعة ضلالة" ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام اهـ. وقال الحافظ في الفتح: هذا الحديث ( أي حديث من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) معدود من أُصول الإسلام، وقاعدة من قواعده، فإن معناه: من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أُصوله فلا يلتفت إليه.05- وروى أبو نعيم عن إبراهيمبن الجنيد، قال: سمعت الشافعي يقول: البدعة بدعتان بدعة محمودة، وبدعة مذمومة،فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم. 06- وروى البيهقي في مناقب الشافعي عنه، قال: المحدثات ضربان: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنةً أو أثرا أو إجماعا، فهذه بدعة الضلالة،وما أحدث من الخير لا خلاف فيه في واحد من هذا، فهذه محدثة غير مذمومة .وقد قال عمر في قيامرمضان: نعمة البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت، ليس فيها رد لما مضى.07- قال الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه، في ءاخركتاب القواعد: البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب، فهي واجبة،أو في قواعد التحريم فمحرمة، أو الندب، فمندوبة، أو المكروهة فمكروهة، أو المباح فمباحة. 08- وقال السندي في حاشية ابنماجة: قوله: "سنّة حسنة" أي طريقة مرضية يقتدي بها، والتمييز بين الحسنةوالسيئة بموافقة أصول الشرع وعدمها اهـ. 09- الفيومي في المصباح(المصباحالمنير في غريب الشرح الكبير): أبدع الله تعالى الخلق إبداعا خلقهم لا على مثال وأبدعت الشيء وابتدعته، استخرجته وأحدثته، ومنه قيل للحالة المخالفة بدعة، وهي اسم من الابتداع، كالرفعة من الارتفاع. ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين، أو زيادة لكن قد يكون بعضها غير مكروه، فيسمى بدعة مباحة، وهو ما شهد لجنسهأصل في الشرع، أو اقتضته مصلحة يندفع بها مفسدة، كاحتجاب الخليفة عن أخلاط الناس اهـ. 10- ويقول الشيخ الغماري:هذا الحديث( أي حديث: من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) مخصص لحديث كل بدعه ضلالة، ومبين للمراد منها كما هو واضح. إذ لو كانت البدعة ضلالة بدون استثناء، لقال الحديث: من أحدث في أمرنا هنا شيئا. لكن لما قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أفاد أن المحدث نوعان ما ليس من الدين بأن كان مخالفا لقواعده ودلائله، فهو مردود، وهو البدعة الضلالة، وما هو من الدين بأن شهد له أصل، أو أيده دليل، فهو صحيح مقبول، وهو السنة الحسنة. ونكتفي بهذا القدر والله الموفق والهادي إلى السبيل.فمما سبق يتبين لنا أنه ليس كل بدعة مذمومة، بل منها المقبول وهو ما كان له أصل في السنة ولهذا فقد قال سيدنا عمرابن الخطاب رضي الله عنه (نعمت البدعة هذه) لما كانت من أفعال الخير، وداخلة في حيز المدح، سماها بدعة ومدحها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنها لهم، وإنما صلاَها ليالي ثم تركها، ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس لها. ولا كانت في زمن أبيبكر، وإنما عمر جمع الناس عليها وندبها إليها، فبهذا سماها بدعة، وهي على الحقيقة سنة(ابن الأثير في النهاية)النقطة الثانية: هل كل ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر بدعة ؟ الجواب:مما سبق يتبين لنا أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم للفعل لا يدل أبدا على تحريمه، ومن الأدلة على ذلك: 01- ما تقدم منكلام العلماء والمشائخ في شرح النقطة الأولى.02- يقول الشيخ عبد الله الغماري(إتقان الصنعة فيتحقيق معنى البدعة) من المعلوم بالضرورة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل جميع المباحات، لأنها كثيرة، لا يستطيع بشر أن يستوعبها عدا، فضلا عن أن تناولها،ولأن النبي صلى الله عليه وسلمكان زاهدا متقللا، ويترك ما زاد على ذلك.. وفي الصحيحين عن خالد بن الوليد أنهدخل مع النبي صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقيل: هو ضب يا رسول الله فرفع يده، فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ فقال: "لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه" قال خالد: فاجتررته فأكلته، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر. وفي الحديث دليل للقاعدة الأصوليه: أن ترك الشيء، لا يقتضى تحريمه..ومن المعلوم أيضا بالضرورة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل جميع المندوبات، لاشتغاله بمهام عظام، استغرقت معظم وقته: تبليغ الدعوة، ومجادلة المشركين والكتابين، وجهاد الكفار.. ، بل ترك صلى الله عليه وسلم بعض المندوبات عمدا، مخافة أن تفرض على أمته، أو يشق عليهم إذا هو فعله.. 03- قال الامام الشافعي: "كل ما له مستند من الشرع، فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف، لأن تركهم للعمل به، قد يكون لعذر قام لهم في الوقت، أو لِما هو أفضل منه، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به" اهـ. 04- وقال الإمام ابن لب، في الرد على من كره الدعاء عقب الصلاة: غاية ما يستند إليهمنكر الدعاء أدبار الصلوات: أن إلتزامه على ذلك الوجه، لم يكن من عمل السلف وعلى تقدير صحة هذا النقل فالترك ليس بموجب لحكم في ذلك المتروك، إلا جواز التركوانتفاء الحرج فيه وأما تحريم أو لصوق كراهية بالمتروك فلا، ولا سيما فيما له أصل جملي متقرر من الشرع كالدعاء اهـ. 05- روى أحمد وأبو داود من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، فذكر الحديث وفيه: وكانوا يأتون الصلاة، وقد سبقهم ببعضها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكان الرجل يشير إلى الرجل إن جاء: كم صلى؟ فيقول: واحدة أو اثنتين فيصليها ثم يدخل مع القوم في صلاتهم، فجاء معاذ فقال: لا أجده على حال أبدا إلا كنت عليهاثم قضيت ما سبقني، فجاء وقد سبقه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ببعضها، فثبت معه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاته، قام فقضى، فقال رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم "إنه قد سن لكم معاذ فهكذا فاصنعوا".. وهو يدلعلى جواز إحداث أمر في العبادة صلاة أو غيرها إذا كان موافقا لأدلة الشرع، وأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لم يعنف معاذا ولا قال له: لم أقدمت على أمر في الصلاة قبل أن تسألني عنه. بل أقره وقال: "سن لكم معاذ فاصنعوا كما صنع" لأن ما صنعه يوافق قاعدة الإتمام، وأتباع المأموم لإمامه، بحيث لا يقضي ما فاته حتى يتم الإمام صلاته.06- روى ابن ماجة في سننه بإسنادٍ رجاله ثقات عن سعيد بن المسيب أن بلالا أتى النبي صلى الله عليه وءاله وسلم يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك. 07- في صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: كنا نصلي يوما وراء النبي صلى الله عليه وءاله وسلم، فلما رفعرأسه من الركعة قال: "سمع الله لمن حمده" فقال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: "من المتكلم" قال: أنا. قال: "رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها".قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان لا يخالف المأثور اهـ. 08- في صحيح البخاري قصة قتل خبيب، وصلاته ركعتين قبل قتله، قال: "وهو أول منسن صلاة ركعتين عند القتل".النقطة الثالثة:نبذة مما أحدثه الصحابة وغيرهم:- جمع القرآن الكريم وقد كان هذا الأمر ضروريا لحفظ القرآن الكريم - وروى البخاري أن خُبيب بن عديّ لما أسره المشركون وأرادوا قتله قال لهم: أمهلوني حتى أصلي ركعتين فأمهلوه فصلّى.. ثم قال: "اللهم بلّغ عنّا نبيّك"، ثمقتلوه، فقال أبو هريرة: "فكان خُبيب أول من سنّ ركعتين عند التقديمللقتل". - وفي صحيح البخاري أنّ عمر بن الخطاب زادفي التلبية على تلببية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن تلبية الرسولكانت (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لكوالملك، لا شريك لك) فزاد عمر (لبيك اللهم وسَعدَيْك والخيرُ كلّه في يديكوالعمل والرغباء إليك) فلم يعترض عليه أحد من الصحابة ولا من جاء بعدهم.- وروى أبو داود أنّ عبد الله بنعمر زاد في التشهد على تشهد رسول الله "وحده لا شريك له" وقال "أنا زدتها".- وروى البخاري أن عثمان بن عفان حين رأى زيادة الناس يوم الجمعة عمل أذانًا ثانيًا فلم يعترض عليه أحدٌ من الصحابة ولا من جاء بعدهم.ولو أردنا استعراض الأمور التي جاء بها الصحابة من عندهم لطال بنا الكلام لكن الآن نكتفي بهذا القدر ، وسنحاول التكلم على هذه المسألة مرة أخرى إن شاء اللهوصلى الله وسلم على سيدنا محمد. | |
|
هبة الرحمن عضو نشيط
العمر : 38 تاريخ التسجيل : 11/09/2009 المساهمات : 102 نقاط : 167
| موضوع: رد: الفهم السليم لمعنى (مَنْ سَنَّ..) الخميس 12 نوفمبر 2009, 01:01 | |
| مشكور اخي على مجهودك
موضوع مهم جدا
وخاصتا في هذه الايام | |
|