بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
مسرحية القاضي الذكي
القاضي جالسا في ديوانه وحوله جمع من الناس يقضي بينهم
التاجروالرجل دخلا سويا على القاضي
التاجر ( بأعلى صوته ) : أيها القاضي .... أيها القاضي .
القاضي : نعم .. ما أمرك أيها الرجل
التاجر : أيها القاضي ، وضعت نقودا عند هذا الرجل وسافرت في رحلة طويلة ورجعت من السفر
وطلبت نقودي ولكن الرجل رفض ردها إليَّ .
القاضي : أين أعطيت هذا الرجل النقود ؟
التاجر : مشيت معه إلى خارج المدينة و أعطيته النقود عند شجرة كبيرة في الصحراء .
القاضي : أيها الرجل ، هل ما يقوله هذا التاجر صحيح ؟
الرجل : لا لا يا سيدي القاضي أنا لم آخذ منه نقوداً ولم أر تلك الشجرة التي يتحدث عنها في حياتي .
القاضي : أيها الرجل اذهب الآن إلى تلك الشجرة و ستتذكر هناك أأعطيته النقود أم دفنت
نقودك عند الشجرة ونسيت .
التاجر : أمرك يا سيدي القاضي .
القاضي : أيها الرجل اجلس هنا حتى يرجع صاحبك و إذا وجد نقوده ترجع إلى عملك
القاضي : أيها الحاجب ادخل الرجلان الآخران
الحاجب : أمرك يا سيدي
ودخل رجلان وقضي بينهما القاضي وانصرفا ( في مشهد صامت )
ثم نظر القاضي إلى الرجل وقال له فجأة : هل وصل صاحبك إلى الشجرة ؟
الرجل : لا يا سيدي القاضي فالشجرة بعيدة جدا من هنا
القاضي : لقد وقعت في شر أعمالك أيها الخائن للأمانة لقد أعطاك التاجر النقود عند تلك الشجرة ، اعترف .
الرجل ( خائفا ) : نــ نــ نعم أخذت منه النقود ، أخذتها منه عند الشجرة سامحني أيها القاضي سامحني
سامحني سامحني
القاضي : أسامحك !! لا بد أن تنال عقابك فقد خنت الأمانة
القاضي : أيها الحاجب خذ هذا الرجل واذهب معه إلى منزله واحضرا النقود ثم ضعه في السجن
حتى يرجع صاحبه .
ثم عاد القاضي إلى عمله يحكم بين الناس ( مشهد صامت )
الحاجب : أيها القاضي لقد حضر الرجل
القاضي : ادخله في الحال
القاضي : هل وجدت النقود ؟
الرجل وقد بدا عليه الإعياء والتعب : لا لا يا سيدي القاضي لقد ذهبت إلى تلك الشجرة وتذكرت جيدا
أني أعطيت هذا الرجل نقودي هناك والله على ما أقول شهيد .
القاضي : صدقت لقد أعترف الرجل أنه اخذ منك النقود والآن خذ نقودك .
ثم يسدل الستار .