بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحمــد لله الذي أنعمنا بنعمة الاسلام وخصّنا برسالة سيد الأنام
(الموضوع منقول )
جـهنـم للـبـيـع !!01( داخل إحدى الكنائس يظهر البابا وهو يخطب في جمع من الناس بينما ترتفع أصوات النواقيس في الداخل)
البابا: أيها المؤمنون.. تطهروا من خطاياكم.. إن الرب يمنحكم فرصة الظفر بالمغفرة ودخول الجنة والبراءة من النار؛ احصلوا على صكوك الغفران وانعموا بالخلاص .. أحدهم (للبابا): هل تبيعني صكًّا يا مولاي؟ البابا: وبأبخس الأثمان يا بني، اشكروا السيد المسيح إنه يمنحكم ذلك لتنعموا بالنعيم.. إنها العدالة الحقة والرحمة المهذبة. الرجل: والتفريغ يا سيدي؟ البابا: حالاً.. بعد استيفاء الثمن.. أيها الكاردينال. الكاردينال: نعم يا سيدي . البابا: حرر لهذا المذنب صكًّا فيالجنة بعد إقراره بخطيئته ..الكاردينال: الآن يا سيدي. (يخرج الرجل: ولكن بكم تبيعني المتر الواحد في الجنة)؟! البابا: كلٌ بحسب ذنبه !الرجل: إذاً.. أريده بدينار.البابا: ويحك !! أظنك لن تجد حتى مرآبًا في الجنة.الرجل: ولمَ يا سيدي ؟. إن ذنوبي قليلة ولا أحتاج سوى متر واحد.البابا: ما هكذا يتنافس المؤمنون... يا مسكين. الرجل: إنني أنافس المذنبين وليس المؤمنين. البابا: بدينار ؟! تريد الجنة بدينار؟! الرجل: أنا.. لا أملك الكثير من المال. البابا: إذًا.. هيّئ نفسك لدخول النار وبئس القرار. الرجل: (مذعوراً) النار !!.. لا.. سأدفع.. سأدفع وكما تريد (يخرج). (يعود البابا إلى خطبته وقد اجتمع عليه الناس)البابا: الخلاص.. الخلاص.. طهّروا أنفسكم من الخطيئة أيها الناس..02 داخل الكنيسة يظهر البابا وهو يتفقد النقود التي جمعها بينما يدخل عليه الكاردينال خلسة فيراع البابا الكاردينال: (للبابا) سيدي.. أحدهم في الخارج ينتظر.
البابا: قل له يأتينا غداً.. لقد نفدت الصكوك.
الكاردينال: إنه يهوذا التاجر.
البابا: ويله !! ماذا يريد هذا الماكر؟
الكاردينال: ربما أراد دخول الجنة.
البابا: ولكنها محرمةٌ عليهم.
الكاردينال: ربما أراد المساومة في أمر الصكوك !
البابا: الصكوك !! أدخله فوراً.
الكاردينال: حالاً يا سيدي. (يخرج)
( يسرع البابا فيخفي النقود ويعود إلى التصنع في عبادته )
يهوذا : طاب مساؤك أيها البابا العظيم.
البابا : ماذا تريد يا يهوذا ؟ هلتطمع في الجنة أنت أيضاً .
يهوذا : ولمَ لا يا مولانا ؟
البابا : لقد حُرِّمت عليكم منذ زمن.
يهوذا : ( في سخرية ) لم تعد كذلك ؛لقد أصبحت الجنة لمن يدفع .
البابا : ويلك !! أتهزأ بنا وبديننا.
يهوذا: عفواً.. لا أقصد ذلك يا مولانا.
البابا: إذاً.. ما الذي جاء بك ؟
يهوذا: لقد جئت من أجل النار.
البابا: جهنم ؟!
يهوذا: إنني أرغب في شراء جهنم كاملةً يا مولانا.
البابا: (ساخراً) إنها لك بالمجان.
يهوذا: أتبيعني إياها ؟!
البابا: وبأبخس الأثمان.
يهوذا: وتكتب لي بذلك ؟!
البابا: حالاً... (للكاردينال) أيها الكاردينال.
الكاردينال: أمرك سيدي.
البابا: بع لهذا الجشع نار جهنم.
الكاردينال: والثمن يا سيدي ؟!
البابا: خذ منه الق ليل (لهما) هيا.. انصرفاودعوني لصلاتي.
يهوذا: (في سخرية) فليبارك الرب تلك الصلوات.
الكاردينال: هيا بنا. (يخرجان)
03
(داخل الكنيسة البابا والكاردينال يجوبان المكان في غضب ظاهر)
البابا: ما هذا ؟! إنها كارثة.. كارثةٌ وحق المسيح !
الكاردينال: لم يعد يأتي الناس إلينا.
البابا: هل آمن الناس جميعًا ؟! هل تحولوا إلى ملائكة ؟!
الكاردينال: أبداً.. ولكن.. آه.. تذكرت..(يضرب على يده) إنه يهوذا.
البابا: ماذا؟ يهوذا !!
الكاردينال: نعم.. لقد عرفت سبب عزوف الناس عن شراء الصكوك.
البابا: قل. وحق المسيح
الكاردينال: إنه يهوذا.
البابا: يهوذا.. التاجر الماكر !!
الكاردينال: نعم يا سيدي لقد أعلن في الناس أنه اشترى جهنم وأعلن أيضًا أنه لن يدخل أحد من المذنبين فيها.
البابا: ولم يعد يحرص الناس على دخول الجنة.
الكاردينال: لأنه لم تعد هناك جهنمٌ أصلاً.
البابا: وإنما يشتري الناس صكوكًا في الجنة خوفًا من دخول النار.
الكاردينال: هذا هو السر..
البابا: لقد أفسد علينا هذا الماكر.. عليَّ به
الكاردينال: حالاً يا سيدي. (يخرج )
البابا: المجرم... الماكر.. ولكنهم اليهود !! اليهود !! قاتلهم الله.
(يدخل الكاردينال مصطحبًا يهوذا)يهوذا: طاب مساؤك... يا مولانا
البابا: (محتداً) ماذا فعلت يا يهوذا؟
يهوذا: عن أي شيء يتحدث مولانا العظيم ؟!
البابا: لا تتصنع الغباء أيها المخادع... كيف تغلق النار وتمنع الناس من دخولها ؟!
يهوذا: وهل يطمع مولانا في دخولها؟ سأفتحها حالاً.
البابا: أيها الجاهل.. وهل تملك دخول أحدٍ النار ؟!
يهوذا: ولكنك تملك دخولهم الجنة.
البابا: أيها المخادع... ستقيلني من هذه البيعة.
يهوذا: لا.. لن أقيلك.. لقد بعتني وانتهى الأمر.
البابا: قلت ستقيلني.. يعني ستقيلني.
يهوذا: عفوًا يا مولانا.. ولكنني لن أقيلك.
البابا: سأدفع لك ثلاثة أضعاف ثمنها الأصلي.
يهوذا: بل خمسة أضعاف ثمنها.. وصكًّا بدخول الجنة مجاناً.
البابا: قبلت.. هيا أعد لي النار.
يهوذا: هي لك منذ الآن.
البابا: وتعلن ذلك للناس.
يهوذا: دع الباقي عليَّ.. سيكون الناس على بابك زرافات ووحداناً.
البابا: هيا أغرب عن وجهي أيها اليهودي المخادع.
يهوذا: (في سخرية) سندعك لصلاتك.. ها.. ها. (يخرجان)
البابا: هلموا أيها الناس.. أنقذوا أنفسكم من النار.. لقد فتحت جهنم أبوابها اليوم للعصاة.. أنقذوا أنفسكم منها واحصلوا على صكوك الغفران.. الآن.. هيا.. خلِّصوا أنفسكم..
" بدون تعليق "